للمؤلف عدة كتب ، منها :- 1- أثرياء العالم .. الوجه الآخر (الدار المصرية اللبنانية) 2- نيويورك .. أول مرة (الدار المصرية اللبنانية) 3- زويل .. أمير الكيمياء (الدار المصرية اللبنانية) 4- الإرهاب .. بذوره و بثوره (الدار المصرية اللبنانية) 5- فلاح فوق سطح القمر .. فاروق الباز (دار الهلال) 6- محمد البرادعى، الذى أربك العالم (مكتبة مدبولى).
"يوميات طبيب مصرى فى السعودية"
مقدمة
قضيت أنا الموقع أدناه، 29 عاماً بالتمام و الكمال، فى المملكة العربية السعودية، عاملاً فى مستشفياتها. و تحديداً منذ أخريات العام 1993م (1414 هـ) الى أوائل العام 2022 (1443 هـ). و تلك كانت تجربة ثرية بكل معنى الكلمة. فقد شكلت جل خبرتى الحياتية الستينية (الآن). إذ أنى تخرجت من كلية طب القصر العينى (جامعة القاهرة) فى ديسمبر 1984 ، بعدها كانت سنة التدريب الإجبارى (الإمتياز) ثم سنة التكليف، فسنوات نيابة الجراحة العامة، حتى حصلت على ماجستير الجراحة فى العام 1991، بعدها سافرت لمدة عام الى الولايات المتحدة الأمريكية، لكى أعود من هناك مباشرة إلى السعودية. الشاهد فى ذلك أن مجمل خبرتى الحياتية، والتى يبدأ حسابها من بعد فترة الدراسة و الكلية، و بدءاً من الإحتكاك المباشر بالمرضى من عامة الشعب، لم تكن خبرتى تتجاوز الخمس سنوات، و بالطبع كانت من دون مسئولية قانونية، إذ أن الإستشاريين و الأخصائيين، كانوا يتحملون تغطية الأخطاء الطبية، بإعتبارنا الفريق الأصغر (Junior Staff)، و تحت التدريب.
و هكذا بدأت حياتى العملية، فى أخريات العام 1993 ، فى مجتمع غريب عنى و أنا غريب عنه، ليس هذا فقط، بل و رأيتنى محاسباً على أى خطأ طبى و غير طبى، مما دعانى، أنا و زملاء رحلة الإغتراب، إلى البقاء معظم الوقت، فى الوضع "إنتباه"!!. و بدأ "عداد السنين" يعمل و يعد. و مرت الأيام.. فى البدء كانت ثقيلة بطيئة، ولكن ما أن ألفنا الوضع ـ بعد 3 سنوات ـ و فككنا الشفرة المجتمعية، إلى حد معقول، حتى هدأت التوترات، و بدأنا مرحلة جديدة من التصالح مع المكان و الزمان والإنسان.
لم نكن نحن فقط الذين نتغير، بل إن المملكة كلها كانت تتغير. و رغم أن التغيير فى بدايته، أو قل فى بداية رحلتنا (حيث أنه يقينا كان قد بدأ ربما قبل أن نولد نحن) كان حثيثاً، إلا أنه كان واثقاً و ممنهجاً و مبهجاً. فعلى سبيل المثال و ليس الحصر، كان سفر الفرد المقيم من "القصيم" إلى "الرياض" (العاصمة) بالأوتوبيس، يلزمه خطاب موافقة الكفيل (Travel Letter)، وفى استراحة ما، فى منتصف الطريق، فإن رجلا من رجال الشرطة سوف يطلبه منك. أما اليوم فقد أمكننى إصدار تأشيرة دولية متعددة، لمدة عام ، لإبنتى التى تدرس فى القاهرة، كى تزورنا فى أى وقت تشاء. و تلك التأشيرة أنا بنفسى الذى أصدرتها عن طريق موقع "أبشر"(وزارة الداخلية) على الإنترنت، فى دقيقة واحدة و من دون ورق.
هذا ناهيك عن الطفرة الإجتماعية الهائلة التى حدثت، من حيث؛ قيادة المرأة للسيارة و إختراقها كافة أسواق العمل. و إجمالاً؛ تحجيم سطوة "المطوعين" إلى حد كبير ، و الإنطلاق بالمملكة نحو الحداثة و المعاصرة.
و الآن، فإن ما دعانى إلى تسجيل تلك المذكرات، هو بلوغى "سن التقاعد"، بل إنى قد تجاوزته بعامين، نظراً لظروف كورونا (Covid-19)، و من ثم صار على أن أرحل. فلقد انتهت الرحلة. وهى رحلة بدأت بالدموع و انتهت بالدموع. ولكن شتان بين البداية و النهاية، فـ بكاء البداية كان خوفاً من المجهول، أما بكاء النهاية، فقد كان عشقاً للمعلوم.
و مذكراتى تلك، هى ليست يوميات، بقدر ما هى إنطباعات و إنفعالات مؤطرة أو آراء استشرافية، و أياً ما كانت، تلك المذكرات، فإنها وليدة المكان و الزمان، وهو ما يمنحها برأيى، شرعية الإنتماء و مشروعية الإدعاء.
أسعد الله أوقاتكم أينما كنتم.
د. هشام الحديدى
22 فبراير 2022
Título : يوميات طبيب مصرى قضى 30 عاما فى مستشفيات السعودية
EAN : 9798201195274
Editorial : Hisham ELHadidi
El libro electrónico يوميات طبيب مصرى قضى 30 عاما فى مستشفيات السعودية está en formato ePub
¿Quieres leer en un eReader de otra marca? Sigue nuestra guía.
Puede que no esté disponible para la venta en tu país, sino sólo para la venta desde una cuenta en Francia.
Si la redirección no se produce automáticamente, haz clic en este enlace.
Conectarme
Mi cuenta