كاتب دنمركي من اصول عراقية
صدر لي قبل هذا مجموعة قصصية باسم الخيول المقعدة وديوان شعر باسم عصفور البراري وتحت الطبع ديوان شعر باسم أساور الغربة
تولد عام 1961 جنوب العراق . اعيش حاليا في الدنمرك
عبق الياسمين
لاتزال أمي تركز نظرها خلفي، حين امضي، كأنها تراني وتنظر بعيدا رغم ابتعادي وضياعي في الدروب التي لا يتوقف فيها السؤال عن الهوية تلاحقني بدعائها وعيونها تبقى مصوبة خلفي تستكشف الطرق خوفا أن تلتهمني الأهوال. آه يا فارعتي.. أي حزن يرتسم الأن واي انتظار يشبه رائحة الخريف وتبعثر أيامنا كأوراق الأشجار المتناثرة في الطرقات، تدوسها الأحذية دون الم. الريح تصفر الأن ونباح كلاب ونهيق كالعادة من مكبرات الصوت. المشهد الذي حدث منذ قليل ثلم قلبي أو أضاف له ثلما أخر، حفرة بعمق معين وطول معين لشخص معين حوله معينين هكذا رموه رميا دون الم. بالأمس أظن ... كان جليسهم، كان معهم يضحك أو ربما يروي لهم قصة أو يتقاسمون رغيفا وأقراص فلافل أو موقفا عن الوطن، آه الوطن، اجل الوطن الإخوة والدم واللغة والأمة وكل شيء كلمات أشبه بالعلكة بفم سكير متسربل في طرقات الليل ترك خلفه غانية وبقايا أغنية وكاس فارغة وبعض الأصحاب الذين لم ينتبهوا لمغادرته...، للتو نهض ونحن للتو نقول ... كل المشتركات التي أصبحنا عليها أولاد أمة! كلها تفرقنا رغم أملنا بانها تجمعنا. الوطن يا أمي الذي من أجله لم أراك منذ عشر سنوات، وربما يطول بفراقنا الزمن وتتضاعف المسافات وتكبر، الوطن الذي باسمه لم يتركونا نجلس معك فيه كثيرا ونسمع حكايات عن الجد والجدة والقرية باسمه منعوني أن أعود لك تلك الليلة!! ممنوع هكذا قال المخصي بحزبه، تذهب في الصباح، حينها لم أنام بقيت أتأمل الدقائق تمر ولم انتظر الفجر حين سمعت صوت السيارات أسرعت صوبك، الوطن يا أمي..... الوطن...!! انه قلبي ولكن في القلب أيضا دماءٍ فاسده.!! وامتدت السنوات حملت صورتك بها، لا أعرف ضمن أي الأطر سيضعوننا كل شيء مجهول مبهم وبعناد الريح التي تصفر الأن وبعنادها وبردها وقوتها امسك على صورتك، الوطن.. يا أمي ...دمعتي التي تغلبني كل مرة وتتموج بالحروف لا أراها ويهجرني الطريق، وأبقى أردد الوطن يا أمي .... لا اعرف كما أنت لا تعرفي أين ستستقر الروح أو الريح واي الأوراق ستسقط واي الوجوه ستخونني وتمضي، دون أن أعرف، وهل تعرفي يا أمي؟ ماذا ستحمل الريح من آهات لوجه الصديق أو وجه الحبيب، يخاف قلبي هذا الفراق، أكل من قلبي الفراق يا أمي.... ولم يهزمني يوما الموت فكنت أنت بقلبي الوطن.
Título : عبق الياسمين
EAN : 9798201882150
Editorial : كريم شنشل
El libro electrónico عبق الياسمين está en formato ePub
¿Quieres leer en un eReader de otra marca? Sigue nuestra guía.
Puede que no esté disponible para la venta en tu país, sino sólo para la venta desde una cuenta en Francia.
Si la redirección no se produce automáticamente, haz clic en este enlace.
Conectarme
Mi cuenta