مما لاشك فيه ، بأن عقيدة أهل السنة والجماعة ، بأن الله تعالى سيخرج من النار ،كل من قال :" لا إله إلا الله " ، ممن لا ينقضون قولهم وإقرارهم بالشهادة بشيء، لأننا نعلم جيدًا أن الذين حبسهم القرآن في النار هم الكافرون و المنافقون(النفاق الاعتقادي) ،وأنه لا يُخلد في النار أحد من عصاة المسلمين ، وبالنسبة لهذه المسألة أو غيرها يجب علينا أن نكون ملتزمون بالكتاب والسنة في كافة أحوالنا، لقوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)"الحجرات:1)
والأدلة كثيرة على كفر تارك الصلاة من القرآن والسنة ، سنقف على البعض منها في هذه الرسالة بمشيئة الله وتوفيقه ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم « بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ».[1].
وأن من يقول هذا لمن تركها جحودًا ، فليأتنا بالدليل على ذلك ،فلا نخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم لقول أحد ، فعن مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ بَيْنَ مَكَّةَ، وَالْمَدِينَةِ، وَعُثْمَانُ يَنْهَى عَنِ الْمُتْعَةِ، وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ أَهَلَّ بِهِمَا، فَقَالَ: " لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجٍّ مَعًا " فَقَالَ عُثْمَانُ: تَرَانِي أَنْهَى النَّاسَ عَنْهُ وَأَنْتَ تَفْعَلُهُ؟ قَالَ: " لَمْ أَكُنِ أَدَعُ سُنَّةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْلِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ " ».[2]
وعَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: «كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ لَا رَأْيَ لِأَحَدٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَإِنَّمَا رَأْيُ الْأَئِمَّةِ فِيمَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ كِتَابٌ، وَلَمْ تَمْضِ بِهِ سُنَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، وَلَا رَأْيَ لِأَحَدٍ فِي سُنَّةٍ سَنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.[3]
وعلى أي أساس تتم معاملته على أنه له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين ، ولا يوجد دليل على أن ترك الزكاة أو الصيام أو الحج كفر ، فلذا أيضًا لا نقبل ، أن يقال : أن مسألة تكفير ترك الأركان الأربعة من مسائل الخلاف السائغ . لأننا بذلك على هذا القول نكفر مثلاً تارك الزكاة ، على الرغم من وجود الدليل الذي ليس على صحته أي خلاف بأنه مسلم ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ صَاحِبِ كَنْزٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهُ، إِلَّا أُحْمِيَ عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُجْعَلُ صَفَائِحَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبَاهُ، وَجَبِينُهُ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَ عِبَادِهِ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ،..."[4]
وعلى ذلك أيضًا ترك الصيام والحج ، مع ترغيبنا بكل الأعمال والتحذير من تركها بموجب ما ترتب عليها من ثواب لفاعلها بشروطها وأركانها ، يبتغى بذلك وجه الله ، أو عقاب لمن تركها أو تهاون في أدائها ، ودليلنا على كل ما نقول من القرآن الكريم وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من سنته ، وما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ العُقَيْلِيِّ، قَالَ: «كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَرَوْنَ شَيْئًا مِنَ الأَعْمَالِ تَرْكُهُ كُفْرٌ غَيْرَ الصَّلَاةِ».[5]
وما لم يكن دينًا على عهد الصحابة رضي الله عنهم ، فلن يكون لنا بدين ، إذ نحن ملتزمون بما نقول ، لأننا نقول : لا خلاف مع النص ، وليراجعني في هذا الردود من شاء فإننا بحمد الله تعلمنا من نبينا صلى الله عليه وسلم أن نتقبل الحق من كل من جاء به ، ولكنه يجب علينا بأن نراجع الأدلة دون التعصب لمذهب معين أو شيخ بعينه ، نلتمس بذلك رضا الله ، لا نلتمس رضا ممن هم حولنا من علماء وغيرهم من يقولون بعدم كفره ، لأننا سنسئل بين يدي الله عن هذا العلم الشرعي ، لأنه من أعظم الأمانات، لأنه متعلق بالوحي الإلهي ،لقوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28)"(الأنفال:27-28)
Título : الرد البياني على حكم تارك الصلاة للألباني
EAN : 9798201900229
Editorial : صلاح عامر
El libro electrónico الرد البياني على حكم تارك الصلاة للألباني está en formato ePub
¿Quieres leer en un eReader de otra marca? Sigue nuestra guía.
Puede que no esté disponible para la venta en tu país, sino sólo para la venta desde una cuenta en Francia.
Si la redirección no se produce automáticamente, haz clic en este enlace.
Conectarme
Mi cuenta