إن للتحضر في المدن الكبرى عدة مظاهر إيجابية أهمها تحسن مستوى المعيشة وارتفاع الدخل للأفراد وانتعاش الحياة الاقتصادية و التعليمية، وارتفاع مستوى أداء الخدمات مقارنة بحياة الريف، إلا أن له أيضا مظاهر سلبية كالتفاوت بين الطبقات الاجتماعية، وبروز مشكلات الهجرة الداخلية و الخارجية سعيا لرزق أوفر، ويصاحب ذلك عادة زيادة المشاكل الإجتماعية لدى الشباب خاصة، وضعف الوازع الديني والروابط العائلية والأسرية وتفككها في بعض الأحيان وتأثير ذلك على جميع أفراد الأسرة خاصة الأبناء، فنتيجة لعمليات التحضر السريعة تزعزعت الكثير من القيم والعادات والمفاهيم التقليدية وظهرت عدة قيم جديدة، خاصة تلك التي تعطي المال أهمية كبرى.
ومن خلال الدراسات الاجتماعية في ميدان المدينة والجريمة نرى أن هناك تلازما بين الانحرافات السلوكية واتساع العمران، بمعنى آخر فإن كبر حجم المدينة وتعقيد العلاقات فيها يصاحبه تحلل من التقاليد وضعف في الضبط الاجتماعي، كما كشفت العديد من الدراسات عن وجود علاقة طردية بين زيادة نسبة الجريمة وكبر حجم المدينة من حيث الكثافة السكانية. فالعلاقات بين سكان المدن الحديثة تتجه نحو الفردية والنفعية وضعف التماسك الاجتماعي، و بالتالي تفقد العادات والتقاليد تأثيرها ما يساعد على تطور الجريمة.
Título : ظاهرة الجريمة في المدن: قراءة سوسيولوجية لعلاقة الجريمة بالظروف السكنية
EAN : 9798215084007
Editorial : الدكتورة حليمة مناني
El libro electrónico ظاهرة الجريمة في المدن: قراءة سوسيولوجية لعلاقة الجريمة بالظروف السكنية está en formato ePub
¿Quieres leer en un eReader de otra marca? Sigue nuestra guía.
Conectarme
Mi cuenta