لم يكن اختياره أن أصبح ذات يوم يتيماً حائراً.
لم يكن اختياري أن أفقت على الدنيا حبيسة بيت معزول وأب صامت.
أهو قدر كذلك بؤس بلادنا وأحزانها التي لا تنتهي؟
أمره القدر بالتجوال فجال ورأى. وأمرني بالعزلة فعصيت. نعم عصيت.
أيكون هذا مصير كل من نازع قدر السكون واسترق النظر؟
***
تراجيديا سوداء. نعم. لكنني لن أعتذر عنها.
ليست هي إلا لمحة من بعض ما جرى لنا.
مصير هي بالرغم من كل شيء. نعم مصير.
السقوط. الدماء. الفرقة. الاستبداد. اليُتم.
مصير كذلك هو البقاء.
في البقاء أمل.
في الأمل حياة.
***
في هذا العمل الروائي التاريخي، يحاول الكاتب محمد مراد عابد تسليط الضوء على عدد من العناصر الأساسية لحال الدولة العثمانية في أيّامها الأخيرة، ووضع اليد على جذور التطورات اللاحقة، التي لم تقتصر تداعياتها على الحالة التركية وحسب، بل وعلى واقع العديد من المناطق المحيطة بها، ولا سيما العالم العربي.
صفيّة، الراوية، معزولة في بيت ناء مع أب مكلوم صامت، لكنها تبحر بعيداً مع تركة جدها الذي ساقته الأقدار للاطلاع على أحوال البلاد والعباد.
من قيليقية إلى قونية فإسطنبول، بدأت رحلة بلا عودة، احتفظ محمد حسن خلالها بكرّاس يلفّه بخيط سميك، تختنق بين صفحاته العديد من القصاصات والمقالات والرسائل.
دوّن من صار جدّاً لصفيّة يوميّات رحلته، وحاول إعادة ترتيبها في أواخر حياته، فضلاً عن احتفاظه في كرّاسه ذاك بأبرز ملاحظاته التي دوّنها على مدار عقود من السفر بين إسطنبول والبلقان والعراق وفلسطين ومصر وغيرها.
آل محمد حسن الطرسوسي لم يُكتب لهم أن يقترن ذكرهم برحلة جدهم وحسب، فقد اختُزلت بهم الكثير من آلام هذه البلاد، وتقلبوا مع تقلباتها.
توزّعت بينهم الجراح، إلا اليُتم، كحال بلادهم اليتيمة. أما الجنون فقد كان من نصيب العاصية. نعم عاصية. ألم تتمرد على قدر الجهل والتسليم والسكون؟
Título : الرجل الأخير مات في جناق قلعة
EAN : 9798224729050
Editorial : محمد مراد
El libro electrónico الرجل الأخير مات في جناق قلعة está en formato ePub
¿Quieres leer en un eReader de otra marca? Sigue nuestra guía.
Puede que no esté disponible para la venta en tu país, sino sólo para la venta desde una cuenta en Francia.
Si la redirección no se produce automáticamente, haz clic en este enlace.
Conectarme
Mi cuenta